الحمد لله الذي سهل لنا إصدار هذا الكتاب المتضمن لمجموعة من الدراسات والتقارير المتعلقة بمفهوم مدارس المستقبل، وكيفية الوصول بمدارس التعليم العام الى مستوى عال من الكفاءة والجودة.
ان التطلع لمدارس المستقبل، هو تطلع الى أمل ينشده كل من يهتم بحاضر ومستقبل هذا البلد.
لان اعداد وتربية أبناءنا الان هو غرس سنجني ثماره لاحقاً بعد عقد او عقدين من الزمن.
فكلما كان هناك إعداداً جيداً لهم مبني على رؤية واضحة، معتمدا على إرادة حازمة، فان النتيجة ستثمر جيلاً يتميز بالمهارة العلمية والشخصية المتوازنة التي تجعله قادرا على مواجهة تحديات الحياه بكل تعقيداتها، لان التربية في المحصلة النهائية هي اعداد الطالب للحياة . يتضمن هذا الكتاب سبع فصول :
الفصل الأول حول مدارس المستقبل وكيفية الوصول لها. الفصل الثاني حول التفتيش المدرسي. الفصل الثالث يتحدث عن التغيير التربوي ومدارس المستقبل بالمرحلة الابتدائية بدولة الكويت . الفصل الرابع حول اتجاهات معلمات مدارس المستقبل وأولياء الأمور تجاه برنامج تنمية المهارات وهو بحث على منشور في مجلة كلية التربية بالزقازيق. الفصل الخامس يتحدث عن دور مدارس المستقبل في تعزيز مفهوم الاهتمام بالتلميذ كفرد في مدارس المرحلة الابتدائية بدولة الكويت. دراسة تقويمية وهي أطروحة ماجستير قامت بها الأستاذة / بشاير العيسى الفصل السادس وهو حول إتجاهات المعلمات نحو العمل في مدارس المستقبل في دولة الكويت وهي أطروحة ماجستير قامت بها الأستاذة / بدور الصقعبي. الفصل السابع دراسة تقويمية لمدارس المستقبل في دولة الكويت من وجهة نظر المعلمات وهي دراسة علمية منشورة.نسأل الله ان يخلص النيات ويبارك في الجهود وأن يجعل من هذا الكتاب علماً نافعاً ينفع صاحبه وكل من شارك فيه يوم لاينفع مال ولابنون الإ من أتى الله بقلب سليم.
يأتي إصدار هذه الطبعة من هذا الكتاب حول واقع مدارس المستقبل في دولة الكويت كمشروع تجريبي يهدف الى تطوير العملية التعليمية في المرحلة الابتدائية بالتحديد، والتعليم في المراحل الأخرى عامة، و وزارة التربية تفكر بإلغاء هذا المشروع في العام الدراسي 2019/2018
فقد عنونت جريدة أكاديميا في عددها بتاريخ 10/12/2017 أن وزارة التربية مترددة في الغاء مدارس المستقبل، حيث أكدت وكيلة التعليم العام في الوزارة ان نظام مدارس المستقبل يحتاج الى معلم المجموعة وليس معلم الفصل، كما انه قائم على الاستقلالية في الجوانب الفنية والإدارية والمالية، وله دور كبير في اكتساب الطالب كماً كبيراً من المهارات العليا ، موضحة انه في الوقت الحالي لا تطبق نظام مدارس المستقبل الا مدرسة واحدة من بين ستة مدارس منضوية تحت هذا المشروع.
كما جاء في موقع جريدة الوطن بتاريخ 18/1/2018 ان وكيل وزارة التربية انه من المرجح الغاؤه في خلل خلو الميدان من الخبرات التي خدعت لدورات تدريب بشأن فلسفة هذا النظام.
وأوضحت الوكيلة ان السبب في الإلغاء إذا ما تم ان كل الخبرات التي كانت موجودة في الميدان التربوي وحصلت على كم الدورات والتدريب على فلسفة هذا النظام قد تعاقدت او تمت احالتها للتقاعد، وكل من جاء الى هذه المدارس كان جديدا ولا يعرف عن هذا النظام شيئا.
وقد جاءت مجموعة من ردود الأفعال على هذا التوجه المرفع من الوزارة لإلغاء هذا النظام، وكان احد من أدلو بدلوهم في هذا الموضوع الأستاذ سامي الابراهيم في جريدة القبس بتاريخ 24 / 1 / 2018 حيث كتب مقالا يلخص واقع المدارس بعنوان الإهمال يجهض مدارس المستقبل" جاء فيه
عندما نريد وبفكر وطني ناضج استشراق مستقبل واعد لوطن يستحق ذلك، من خلال استحداث نمط تعليمي مختلف (مدارس المستقبل) وما نراه الان وبعد مرور ثلاث عشرة سنه لا نعلم عن كم الجهد، والمال الذي يصرف، نراه الان يتعثر ولسبب غاية في الغرابة (عدم توافر كفاءات) تدير هذا المشروع الوطني ليصبح واقعا.
والأكثر اِيلاما أيضا وبعد مرور كل تلك السنوات يكتشف تربويو التربية تلك السنوات ان واحدة فقط من مجموع ست مدارس كان قد تم اختيارها لهذا النمط من التعليم تعمل وبشكل متعثر والخمس الأخرى عادت تدرس وفق النظام القديم الذي اكل الدهر عليه وشرب، ولا ندري اِذا كانت قد عادت برضا وموافقة أم لا.
نقف لنسأل: أين أنتم طيلة السنوات الثلاث عشرة الماضية لتكتشفوا مدرسة واحدة فقط من ست مدارس هي التي تسير وفق النظام المستحدث؟
نحن نرى معا كيف تم وأد هذا الفكر الوطني الناضج وتبخًرت كل الآمال وكل ما كان يتوقًعه الجميع، وضاعت كل تلك السنين هباءً منثورا.
ما حدث لمشروع مدارس المستقبل كان امرا متوقعا من مؤلف هذا الكتاب، حيث ذكر في الفصل الثالث من هذا الكتاب ان التغيير التربوي هو إدارة وإرادة، فاذا لم تتوافر الإرادة السياسية على مستوى الحكومة، او الإدارة التربوية على مستوى قيادة الوزارة للمضي قدما في مشاريع التطوير التي تظهر التجارب والممارسات ان لها اثرا إيجابيا على تحسين الوضع التعليمي فان المحصلة النهائية هو اضمحلال هذه المشاريع التطويرية وانكماشها ومن ثم الغاؤها.
تأتي هذه الطبعة المنقًحة والمزيدة وقد أضافت الى الطبعة الأولى فصلين جديدين، فصل حول التفتيش المدرسي وهو عبارة عن ترجمة بتصرف مع تكييف وتعديل على الواقع المحلي لكيفية انشاء سياسة للمراقبة والتفتيش على المدارس، وقد أخذت أكثر هذه الأفكار من تقرير ofsted في إنجلترا بنسخته الأخيرة .
كما جاء الفصل الأخير من هذا الكتاب ليعرض دراسة تقويمية حول مدارس المستقبل بعد مرور عشر سنوات من إنشائها، وقد شارك في هذه الدراسة الأستاذة / حوراء علي حسين بالتعاون مع مؤلف الكتاب.