تناول هذا الكتاب الحديث عن العلاقة التبادلية بين التعليم والصحة، وعن دور التعليم المحتمل في التأثير علي صحة الأفراد. وقد برز الاهتمام بمدي تأثير
التعليم علي مختلف جوانب صحة الانسان في العقدين الماضيين، وكان من أول من تصدي للبحث في هذا التأثير وهذا الدور هم الباحثون في الجسم الطبي من أطباء وممارسين لمهنة الطب. ثم إنتقل الاهتمام بعد ذلك الي الباحثين التربويين الذي حاولوا تلمس خطاهم في هذا المبحث المهم والحساس أمثال Feinstein etal .
إن البحث في العلاقة مابين دور وتأثير التربية بشقيها المدرسي وغير المدرسي وغيرها من المجالات كالاعلام والسياسة والمجتمع والاقتصاد والجريمة والبيئة والتنمية والقانون وآخرها الصحة يندرج ضمن اهتمامات الباحث في تخصص أصول التربية. حيث أن هذا المسار البحثي يرمي الي تحديد الرؤية حول العلاقة التي تجمع ما بين التربية والتعليم من جهة وصحة الإنسان من جهة أخري.فتخصص أصول التربية يتناول القضايا الكلية المتعلقة بحركة التربية والتعليم، فهو بمثابة المخ الذي يحدد المسارات لبقية الأعضاء من مناهج وإدارة وتكنولوجيا وأنشطة وبرامج وسياسات لكي تؤدي دورها. فبدون وضوح الرؤية ستصبح حركة بقية الأعضاء بطيئة ومتعثرة.كما أن تخصص أصول التربية يعتبر بمثابة وزارة الخارجية للتربية والتعليم،
فهو الذي يتناول الربط بينها وبين مختلف المؤثرات التي تؤثر وتتأثر بها.