لقد كنت من المتابعين منذ البداية لتجربة قطر في تطوير التعليم " التعليم لمرحلة
جديدة " والمتمثلة بالتحول من نمط المدارس الحكومية الى نظام المدارس المستقلة عام
4002 ، وذلك أثناء حضوري لدورة تدريبية أقامها المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج
العربي في نوفمبر من ذلك العام، بصفتي أمينا عاما للمجلس الأعلى للتعليم في دولة الكويت،
وقد توالت زياراتي لدولة قطر الشقيقة حيث سنحت لي الفرصة مرة أخرى بالاطلاع عن قرب
على مراحل تطور هذه التجربة عام 4002 عندما زرت دولة قطر الشقيقة بصفتي مديرا عاما
لمركز تطوير التعليم في دولة الكويت. ثم زرتها مرة أخرى عام 4000 ضمن وفد لجنة جائزة
مكتب التربية العربي لدول الخليج، واطلعت فيها على المراحل التي قطعتها هذه التجربة
المتميزة في عالم التطوير التربو ي.
لقد دفعني شغفي بهذه المبادرة، وما تمخضت عنه من مفاجآت سارة، إلى دراسة هذه
المبادرة، حيث قمت بزيارة للمجلس الأعلى للتعليم عام 4004 ، وبترتيب وتنظيم رائع من من
مكتب تحليل السياسات والأبحاث قمت بزيارة مجموعة من المدارس وإجراء العديد من
المقابلات وتوزيع الستبيانات بهدف دراسة واقع هذه التجربة وتلمس آفاقها.
اشتمل هذ الكتاب على أربعة فصول : تناولت في الفصل الأول منه الخلفية التاريخية
لتطور التعليم في دولة قطر ومن ثم محاولات إصلاح التعليم في قطر، كما أوردت نبذة
موجزة عن كل من ركائز رؤية قطر الوطنية ومبادئ مبادرة قطر لتطوير التعليم إنتهاءً بملخص
. 4002 - حول إستراتيجية قطاع التعليم والتدريب 4000
وقد درست في الفصل الثاني طبيعة الاستقلالية في المدارس المستقلة في دولة قطر
دراسة تحليلية . كما قدمت في الفصل الثالث دراسة حول عناصر النجاح في المدارس
المستقلة المتميزة في دولة قطر. أما الفصل الرابع فخصصته لدراسة مبادرة تطوير التعليم في
دولة قطر الواقع والتحديات.
أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان يجعله من العلم
النافع الدي ينفعني أبد الدهر وأسأل الله تعالى أن يوفق المس ؤولين في دولة قطر لكل خير وأن
يكلل جهودهم بالتوفيق والنجاح .